النفاق السياسي واحدة من الممارسات الغثة التي يمارسها علينا الجناح العسكري في الحكومة الانتقالية الذين يتعاملون مع حكومة حمدوك كشركاء في الحكومة يساندونها ويدعمون رئيس مجلس الوزراء ويعملون جاهدين لتحقيق اهداف الثورة ومطالبها يرفضون زج اسمهم في المعارك السياسية عندما هاجمت الأقلام (قميص حمدوك ) ببيانات هزيلة لم يجرأوا فيها على المواجهة يتحدثون للقنوات الفضائية عن أواصر (دم الحكم ) والعلائق (الرحمية السياسية) مع المدنيين وفي ذات الوقت يمارسون عليها الضرب على (القفا) فلايمنعون مثلاً الولاة واعلامهم الذي يساندهم حتى في أخطائهم من ممارسة (التنمر) على الحكومة والإستخفاف بها فالبرهان الذي يتحدث عن قناعته بهذا الشراكة لم يصدربياناً واحداً يمنع التصريحات العدائية للولاة او يسند الأمر للناطق الرسمي فغريب ان يكون معجباً بالعنف اللفظي للولاة العسكريين تجاه حمدوك وحكومته وهم يصرحون ويتنبأون بزوال الحكومة قبل نهاية عمرها الإنتقالي في تصريحات واضحة لقتل الحكومة معنوياً ودونكم ذلك الذي نعى الثورة وترحم على الصبة.
وفي جانب موازي تجد حميدتي في كل تصريحاته وخطاباته التي يعلم بأنها مفتوحة ومنقولة عبر أجهزة الإعلام يتفنن في مدح المدنية وحكومة حمدوك ويقول نحن جزء من الثورة ولكن عندما يغلق الأبواب الخاصة على قواته يخرج مابداخله ويتجلى (نفاقاً) ويقول انه لا يتشرف بالمجلس السيادي وانه قبل المهمة فقط لحماية البلد ويبدو وكأنه زاهداً في السلطة وهذا شبيه بتناقضات سابقة حيث تؤكد قوات الدعم دائماً عدم تورط افرادها في عملية فض الإعتصام وقتل الأبرياء ومصادرنا في ذات الوقت تؤكد أن القوات تقوم بدفع اموال طائلة للإعلام حتى يقف بجانبها ويُحسن صورتها ان كان عبر شراء الأصوات المؤثرة او الأقلام الضعيفة في سوق( مفروش) وهذا هو التناقض بعينه الذي ينم عن نفاق كبير فالذي يثق من نفسه وصورته لايدفع (مليماً) واحدا لأن الإعلام النزيه لايحتاج الى قوة( دفع) توجهه او تقوده
ناهيك عن الحملة المقننة التي تستهدف المدنية من فلول الدولة (المكلومة) والعسكري (يتفرج) ومايدور من ممارسات نقيصة في صناعة الأزمات التي تتعلق بمعاش الناس وما تكشفه أزمة المواصلات واضح ولاحِبُ للعيان وحملات أخرى يديرونها ويريدونها ان تستمر حتى تأتي الانتخابات بفهم (أعرج ) وهو ان الشعب لابد ان يدرك ضعف المدنية بهذه ويصورونها له بهذه الصورة الهشة الخائرة كي لا يثق الناس في مرشحيها في الانتخابات ويفوت عليهم وعي الشعب ويقظته انه اصبح اكثر فهما وادراكا لكل قوانين اللعب الظاهرة والخفية لأن ادوات اللعب هي ذاتها الأدوات التي كانت تسخدمها الحكومة المخلوعة فلانفعتها ولاشفعت لها.
والسؤال ان كان الفريق حميدتي لايتشرف بالمنصب ولا بالمجلس السيادي وأنه لولا خوفه على البلاد لما قبل بالموقع فلماذا لم يضم حميدتي قواته الي القوات المسلحة ويكون قائداً في صفوف الجيش الأمامية و يحمينا ويحمي السودان مما يخشاه ويخاف علينا منه بعيدا عن السياسة وهمها فالمنصب ليس شرطاً لحماية الوطن والدفاع عن المواطن أليس كذلك؟؟
طيف أخير :
من السوء في حق نفسك أن تستهلك عمرك في طريق لاترغب به !!
صباح محمد الحسن
الجريدة