فترة الثلاثة عقود التي قضاها النظام المخلوع في السلطة، وحكم فيها السودان بمنهج الفساد والفوضى وعدم الضمير، لم يؤثر على قطاعات الدولة المختلفة، بل أثر حتى على المواطنين، وكثيرون تخلقوا بأخلاقه وسلوكه، وثورة ديسمبر يبدو أنها أسقطت نظام الفساد ولكن لم تسقط أثره على الناس، وأي مواطن اكتسب شيئاً من الفساد إلا من رحم، وحقيقة الآن الجميع أمام امتحان حقيقي، وكل يوم يسقط مواطن في امتحان الأخلاق والقيم على مستوى الحكومة والشعب، ونحمد الله الذي وفر وسائل تواصل تكشف كل من سقط وكيف سقط.
أول أمس انتشر خطاب في وسائل التواصل بتوقيع المدير التنفيذي لمكتب وزير البنى التحتية الحبيب العبيد يطلب فيه مبلغ 145 ألف جنيه من مؤسسات الوزارة لعلاج شقيقة الوزير.
في اليوم التالي نفى الوزير الأمر جملة وتفصيلاً، وقال إنه لم يطلب المبلغ وإنما تم دون علمه ووجه وزارته بإيقاف أيّة إجراءاتٍ بشأن المبلغ وأوقف مدير مكتبه وأمر بالتحقيق في الحادثة .
السؤال الذي يفرض نفسه هنا إذا لم يكن الوزير على علم بما حدث، لماذا قام مدير مكتبه بهذا الفعل الكيزاني الشنيع، ودعونا نفترض أن مدير المكتب لا يريد إيذاء الوزير، وفعل الأمر بحسن نية ظناً منه أنه يقدم عمل خير، وهنا الأمر يكشف حقيقة مهمة جداً وهي أن الفساد أصبح ثقافة وقيمة اجتماعية لدرجة أن الناس لا تفصل بينه وبين عمل الخير .
المدهش حقاً هو أن الحبيب العبيد ينتمي إلى الحزب الشيوعي وعضو في حركة حق التي أنكرت مجيئه عبرها حسب تصريح صحفي تناقلته وسائل التواصل و أدانت سلوكه واستنكرته، ورغم ذلك قالت إنها ستتحمل المسؤولية إذا أثبت التحقيق إنه متورط دون أوامر من الوزير، وإلى هنا الأمر جيد، إلا أنها الحركة نفسها ألقت باللائمة على الدولة العميقة في تسريب الخطاب الموقع من العبيد، وهذا أمر غريب من حركة حق فالثورة ما جاءت إلا لتلغي (فقه السترة هذا) وألا يصبح ليس هناك فرق بين الشيوعيين والإسلاميين، وحتى أن فضحت الأمر الدولة العميقة فخير فعلت لنعرف أن هناك من يشبهها يريد سترة كوادره حين يفسدون.
حقيقة مثل هذا السلوك كان عادياً في عهد النظام ومثل هذا الاحتيال المغلف بالطيبة والتعاون والخير وحسن النية، يتم بشكل مستمر ويتكرر كثيراً كل يوم وبمبالغ أضخم بكثير وعلى مختلف المستويات، ولكن في سرية تامة ولا أحد يسمع بشيء لأن المجرمين كلهم كانوا كوادر حركة إسلامية ومؤتمر وطني، عصابة تعمل في تناغم تام، أما الآن فالأمر اختلف.
عموماً إن كان مدير مكتب الوزير الحبيب العبيد قد قام بهذا التصرف دون توجيه من المدير أو بتوجيه منه أو حتى تلميح، فالأمر يحتاج إلى وقفة، وهذه رسالة إلى قوى الحرية والتغيير وقد سبقتها رسائل كثيرة تنبهها من إن فايروس الفساد منتشر في كل مكوناتها ولو بدرجات مختلفة وعليها أن تبحث عن دواء للتغلب على كثرة أعراض الفساد التي أصبحت تظهر على أعضائها داخل الحكومة وخارجها، وهذه ليست الحادثة الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، و عليها أن تنتبه فالثورة ما زالت مستمرة ولن تسمح الجماهير بانتشار السلوك الكيزاني في مؤسسات الدولة مرة أخرى .
أسماء محمد جمعة
التيار
كيف يكون هذا الرجل عضوا في الحزب الشيوعي وفي نفس الوقت عضوا في حق علما بأن حق اسنلخت من الحزب الشيوعي قبل سنين عددا، انه الكيد الدفين ضد الحزب الشيوعي يا ست اسماء محمد جمعة، الحزب اعلنها داوية انه لن يشارك في كل مستويات الحكم الانقالي، بالله العبي غيرها.
شكلها المرة دى لا بتفهم لا بتعرف ولا عندها علم وفرق بين الأحزاب والتنظيمات ، قالت ( الحبيب العبيد ينتمي إلى الحزب الشيوعي وعضو في حركة حق ) كيف يكون منتمى للحزب الشيوعى وعضو في حركة حق في نفس اللحظة ، هسى لو قعدناها وقلنا ليها ورينا الفرق بين ( ينتمى ) و ( عضو ) شنو ، الا تكون مفتكرة ( عضو ) دى حاجة تانية في بالها , يا صحفية يا متعلمة ( وما متعلمة ) الحزب الشيوعى حزب براهو وحركة حق جى برضو حزب براهو وكل واحد عندو انتماؤه المنفصل وعضويته المنفصلة ، وما ممكن زول واحد يكون منتمى هنا وعضو هناك الا يكون مشتح كرعينو بين الاتنين .
غايتو عدم الفهم مصيبة كبيرة .
يعنى انتو تركتوا الاهم ومسكتوا فى المهم ما يهم انو ينتمى الى هذا او ذاك المهم انو انحنا مفروض نكون فى عهد جديد عهد النظافة وطهارة اليد وان نعمل بمبادئ الثورة وهى محاربة افعال الكيزان القذرة التى اعدمت البلد وافقرتها واهدرت مواردها فى اللف والدوران .
لا بد من إستقطاب بعض أعضاء الدولة العميقة و تشجيعهم ليكثروا من التسريبات!
التعليقات مغلقة.