إن حِقبة الحكم التي تمر على السودان اليوم تختلف اختلافاً جذرياً عما سبقها من حِقب الحكم من قبل ، ذلك انها تختلف على غيرها من حقب الماضي .
أنّ من يقودون هذه المرحلة يتسمون بالعفة والصدق والكفاءة وليس صحيحاً ما يروج له بان ما تقوم به حكومة (حمدوك) عبارة عملية تمكين سلبي كما كان يحدث في الحِقب الماضية حيث كان يُزال اهل الكفاءة ليحل محلهم اهل الولاء الحزبي الضيق الذين تكدست بهم مرافق كافة مؤسسات الدولة حتى ضاقت بالشعب حياة العيش الكريم ، ما يستوجب ضرورة تقويم هذا الاعوجاج بإحلال اهل الكفاءة والحس الوطني محل أصحاب الولاء الحزبي الضيق لكي تتسع للوطن آفاق المستقبل المرتجى فيخرج من تابوت الولاءات الحزبية الضيقة والطائفية المحنطة …
وحقيقة الامر ان الوطن يمر بأهم مرحلة من مراحل إعادة البناء على أسس سليمة والامل معقود على الحكومة الانتقالية ان تخرج بالبلاد لبر الأمان ، وهي حكومة ليست ككل الحكومات ـ فهي حكومة استثنائية لمرحلة استثنائية غير مسبوقة تشكلت على خلفية ثورة شبابية غير مسبوقة ما يجعل منها اقوى حكومة تمر على البلاد على الاطلاق وتكمن قوتها في انها محروسة بشباب الثورة الذين وهم اهل نظرة عميقة وحس وطني عالي وجسارة فائقة من اجل تأمين ثورتهم حتى تحقق كافة مهامها ،وهذا ما يدفع قادة الحكم على العمل بشفافية وثقة قوية من اجل إنجاز اكثر المسائل تعقيداً الا وهي مسألة تمكين اهل الحق من حقهم ومحاربة الباطل حتى يسقط ولن تقف حكومة (حمدوك ) عند حد ( اسقاط الباطل بس ) لكنها ستستمر قدماً لترسيخ الحق كسلطة يحميها القانون وفق العدالة التي قامت من اجلها الثورة
علي احمد جار النبي
المحامي والمستشار القانوني