بعد مخاض، تم الإعلان عن الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك.. تحفُّظات كثيرة حول الحكومة، مبدئية ومنهجية أو إجرائية، غير أن المتفق عليه هو أن يمضي الجميع إلى الأمام مع استصحاب كل الأخطاء التي صاحبت مرحلة ما قبل إعلان الحكومة.
لا خلاف في أن الوصول إلى هذه المرحلة تم بجهد متراكم ودم لم يتوقف، دفع الثمن فيه الشباب الذين فجروا هذه الثورة، ولا خلاف في أن ما تحقق وما يجري الآن أقل من هذه الثورة العظيمة، لكن يبقى الشارع يقظًا وحارسًا لمطالبه التي دَفع لأجلها الغالي والنفيس.
لن يكون من السهل تحقيق الإنجازات الكبيرة خلال فترة زمنية وجيزة. ثلاثون عاما من الاستبداد والتدمير الممنهج ليست بالأمر السهل لكن يبقى مفتاح الطريق إلى مطالب الثورة هو إنهاء الحرب وطي ملفها إلى الأبد، ذلك يعني أن الطريق إلى نهضة الاقتصاد معبدٌ، وذلك يعني أن الطريق إلى بناء المؤسسات أسهل مما مضى.
طي ملف الحرب لن يكون عبر التفاوض في توفيق أوضاع حملة السلاح وعودة النازحين وإنهاء آثار الحرب، بل بمخاطبة الأسباب التاريخية التي قادت إلى هذه الحروب المتشعبة.
إدارة ملف السلام سوف تكون عملية معقدة للغاية ليس فقط لأن سنوات الحرب طويلة وجبهاتها متعددة بل لأن الوضع في عمومه هشٌّ. لكن توفر الإرادة الحقيقية لطيِّ ملف الحرب والعمل الجاد لذلك سيجعل من الأمر أكثر يسرًا.
مهما كانت الكلفة، فإن طي ملف الحرب هو أول خطوة في طريق تحقيق مطالب هذه الثورة.
رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي لإعلان الحكومة تحدث عن ضرورة ذلك وأشار إلى ميزانية الدولة خلال سنوات البشير التي يذهب جلها لبندَيْ الأمن والدفاع، وفي حديثه الذي أشار فيه إلى ضرورة إعادة هيكلة الدولة السودانية وهذا يتطابق مع رؤية الحركات المسلحة ورؤية كثيرين يعتقدون أن السودان يعيش فترة انتقالية منذ الاستقلال.
هذه الثورة فرصة تاريخية لحسم كل القضايا التي ظلت محل خلاف مستمر، حسمها بشكل نهائي وعلى رأسها ملف السلام الذي أرهق السودان وأقعده وأفقره وقاد بالتالي إلى هجرة مستمرة بحثًا عن وضع أفضل.
هذه الثورة فرصة يجب أن لا تُهدر مهما كلف الثمن.. يجب إنهاء ملف الحرب إلى الأبد.
التيار
أتمنى ان يصدر السيد رئيس الوزراء قراراً بمنع الوزراء المعينين من التحدث للصحف او القنوات الفضائية وان يدعو أعمالهم هي التي تتحدث عنهم الا وفق ضوابط محددة كان تكون الأسئلة مكتوبة وترسل قبل وقت كاف وانا لا اشك في كفاءة هؤلاء الوزراء في مجال تخصصهم ولكنهم ليسو بسياسيين حيث ثبت ان بعضهم بدأ يصرح للصحف بأقوال قد تتلقفها بعض الجهات و تتخذها ذريعة للهجوم على الحكومة خاصة و ان اغلب هذه الصحف ما زال يسيطر عليها افراد من قيادات العهد البائد (حديث السيدة وزيرة التعليم العالي عن المذاهب اقرب مثال).
التعليقات مغلقة.