نبتدر حديثنا اليوم.. وكلنا نتحرّق شوقًا وأملًا، في إحداث التغيير المنشود للسودانيين، بكل قطاعاتهم وتبايناتهم: الثقافية، والإثنية، والإجتماعية، والسياسية، والجغرافية، ولن تجد نفسًا سويّةً، تُغرد خارج هذا الصرب، للنهوض والإستقارار، لهذه البلاد المبوءة بالفساد والإستبداد، منذ- إستغلالها- بعد خروج الإنجليز، إلا التي آمنت بإسلام المؤتمر الوطني، والنخب ذات الأجندة الطفيلية التحكمية، على رقاب العباد، وكفرت بقيم الله ونِعَمِه، في السلام، والعدالة، والحرية، فالنفس التي جوّزت قتل أختها من دون حقٍ، وأكل مالها بالباطل، لا تعدو أن تكون جزءًا معافى من ناموس الكون الإلاهي، وعندما هبّ الناس لإقتلاع نظام الجبهة الإسلاموية، كانوا يتوقون أملًا في الإستقرار والسلام والتنمية، ويتوشحون بإحساس المواطنة المتساوية، بعد أن ذاقوهم ويلات التنكيل والعذاب، ثم هلكوا نسلهم وحرثهم، ولمّا خرجت جموع الشعب السوداني، وهمّوا بذلك، آزروا بعضهم بعضًا، إلى أن حقق الله لهم ما يودّون، في صبيحة الثاني عشر من أبريل للعام 2019م، بسقوط رأس الحيّة، وهو ما أصطلحوا عليه، بالسقوط الأول، لكنهم باركوه وهنئوا أنفسهم به، بيْد أنه لم تزلْ في الحلْق غُصّة، لأن النظام لم يزل قائمًا، على كثيرٍ من المؤسسات العسكرية والمدنية، يترصد وينتهز فرصته للعودة ثانية، من بوابة إثارة الغلاغل والفتن، لتأكيد ما ظل يردده أنه: لا بديل للبشير إلا المشير البشير- رضي الله عنه وأرضاه- صاحب الصك الرباني، والحاكم بأمر الله، والوصي على الشعب، ولكن في البال ثلاثين عامًا من: التقتيل، والتنكيل، والتقسيم، للعباد والبلاد، التي جعلوها شيعًا وطوائفَ، تستنكر وتستخف ببعضها بعضًا- أي ثلاثون عامًا فقد فيها الشعب، القيم والأخلاق، لذا فإن جماع هذه البيئة المُهترئة، وما حوته من مهددات لإنجاح الثورة، جعلت بعضًا من المهمومين والمهتمين بقضايا الوطن، أن يهبّوا لنجدته من براثن التيه والضلال، لأن الشعب في حاجة ماسة إلى تنويره، ورفع وعيه، لأن الأيام الأولى من عمْر الثورة حقًّا، كشفت زعمنا هذا، عندما كُنا نجُوب الشوارع والطُرقات والأسْواق، مبشرين بالثورة وحقيقتها، ومنذرين بمآلاتها ومهدداتها، وما المطلوب أو ما الذي ينبغي القيام به، وضرورة نبذ العنصرية والفرقة والشتات، والعمل سوية كسودانيين، (لأن اليد الواحدة ما بتصفّق)، من أجل بعث قيم الفضيلة، والتراحم والتوادد، وقبول بعضنا، دون تسخيرٍ أو إزدراءْ، في سبيل تحقيق السلام الحقيقي، وإعلاء قيم الإنتاج والعمل، حينها إنبرى نفر كريم من بنات وأبناء الشعب السوداني، في جنوب دارفور، للقيام بدور توعية المجتمع، وحضّه وحثّه بل وتحريضه على المساهمة والتفاعل، مع مجريات الأحداث الأليمة، التي صاحبت سقوط البشير، آخرها حادثة مدينة الأبيض، التي راح ضحيتها شبابٌ غضْ، نسأله تعالى أن يتغمد من فقدناهم برحمته، ويتغمد أيضًا جميع الشهداء، منذ الثلاثين من يونيو 1989م، مع عاجل الشفاء للجرحى، وعودة المفقودين إلى ذويهم، ولمّا لم تزل الثورة في بواكيرها، فإن الطُغاة وزبانيتهم، لن يهدأ بالهم وجفنهم، وهم يترصدون الثغرات، ليقفوا حجر عثرة، أمام تحقيق أهداف الثورة، في الحرية والسلام والعدالة، وهي القيم التي وقف في طريقها الطغاة، وبذلوا في محاربتها ما بذلوا، من تقتيلٍ، وتعذيبٍ، وتشريدٍ، وفصلٍ من العمل، بداوعي الصالح العام، ودولة التمكين، لذلك كان لزامًا على الكنداكات والشفاتة، العمل من أجل هذه القيم وحمايتها ونشرها، ولو أدى ذلك إلى التضحية، فتجمّعوا مراتٍ ومراتٍ، وضعوا الخطط والبرامج، طافوا خلالها الأسواق الفرعية، لمدينة نيالا، لمُخاطبة جموع الشعب، وتوعيته بما يدور في الساحة، وما ينبغي القيام به، من أدوارٍ تجاه المجتمع، وذلك لإيمانهم العميق بأن الثورة، لابُد ولا مناص من حراستها، بالوعي والعزيمة، وهو ما وجد قبولًا وإستحسانًا من كثيرين، وإستخدمت (معًا للتغيير) في ذلك مختلف السبل والوسائل، الكفيلة بإيصال ما تنوي إيصاله، ولا ننكر أنها واجهت الكثير من صخور الممانعة، التي إستطاعت هدّها بمعاول الوعي، ولم تترك سبيلًا لإفساد المَسير، والحق يقال: فإن (معًا للتغيير)، تعمل من أجل التغيير المستحق، دون أغراضٍ أو أهدافٍ سياسية رخيصةً ترجوها، وهي منظمة طوعية، نذرت نفسها للقيام برفع الحس الوطني، وتعزيز القيم الأخلاقية، التي نادت بها كل الديانات، والأعراف المجتمعية، وهي تمثل في تكوينها، التباين المهني، والثقافي، والجغرافي، حيث إنها تضم: الأطباء، والمهندسين، والصحفيين، والمحامين، والإقتصاديين، والحرفيين، والمهتمين بالإجتماع، وغيرهم من فئات المجتمع المستنير، كما أنها تؤكد أن الأبواب مشرعة، على كل الحادبين على تحقيق أهداف الثورة، ومصلحة الوطن، والطامعين في إحداث التغيير المنشود، وكلنا معًا للتغيير.
من: دنيا دبنقا …. نور الدين بريمة
بارك الله في جهودكم و نريد ذلك في الخرطوم و كل الأقاليم فالشباب الذي قاد الثورة قادر بإذن الله علي قيادة التنمية فالتتحد صفوفنا و ننبذ كل ما يفرقنا لينعم الوطن بالسلام و الاستقرار
التعليقات مغلقة.