إن كان من وسام يقدم لكنداكات السودان اللائي كان لهن القدح المعلى والكعب الأعلى في انتصار إرادة الشعب السوداني على قوى البطش والشر ، والظلام والقهر ، فصحيفة الراكوبة تستحق أن تكون في طليعتهن .. إن كان من شكر يقدم للمناضلين والمناضلات فإن أسرة صحيفة الراكوبة جديرة بذلك الاستحقاق ، إن كان من ميدالية للمجد تزين صدر الثبات على الموقف والإيمان بالوطن والنضال، وإن كان من وردة تهدى اعترافا بالجميل وانحناء للعطاء وافتخارا بالولاء للتراب فهي للراكوبة بلا منازع.
هذه الصحيفة الالكترونية التي ظلت منذ ميلادها تأخذ خطا واضحا منحازا للوطن ، فأفسحت المجال لكتاب وكاتبات السودان الشرفاء ليكشفوا زيف حكومة الضلالة ونظام الخوف والجوع وشياطين السياسة ولصوص الدين والدنيا الذين سرقوا ونهبوا البلد ، فكانت بذلك أول صحيفة الكترونية يتابعها كل أهل السودان ليعرفوا من خلالها مخازي النظام وإرهابه وبطشه وسرقاته وما تقوم به أجهزة أمنه وعساكره وقواته المسلحة وميليشياته من مجازر في كل أرجاء الوطن.
هذه الصحيفة قضت مضاجع الإخوان المسلمين ورموز نظامهم وكشفتهم على حقيقتهم وأدخلت الرعب في قلوبهم.
هذه الصحيفة التي كان لها فضل السبق في رفع درجة الوعي لدى المواطن وبث روح التفاؤل بعد أن كاد يركن لليأس في قدرة الشعب على إسقاط النظام الفاشي .. هذه الصحيفة التي كشفت عن ضلالات رموز النظام وتصريحاتهم الفجة واستغلالهم للشعب وتحديهم السافر له فتحولوا عند قرائها إلى مسخ مشوه ومثارا للتندر ورمزا للسقوط والذلة والمهانة.
هذه الصحيفة قامت بدورها في تحويل رموز النظام البائد إلى ” أضحوكة ” للشعب و” ملهاة ” يتسلى بهم الناس وألعوبة في تعليقات القراء الأذكياء فكانت ردودهم تحمل النكتة الساخرة اللطيفة والرأي الصائب والرد المفحم والتحليل الجيد والألقاب المناسبة وتفنيد الآراء البالية لإخوان الشياطين.
هذه الصحيفة التي أستطيع أن أؤكد أن جهاز الأمن كان مشغولا بها ليل نهار وكان لا ينام حتى يتابع ما فيها بعد أن أصبحت بعبعا مخيفا ومنصة للوعي والمعارضة الواعية والمعلومات الواسعة والدقيقة والمتابعة اللصيقة لكل ما يفعل سدنة السلطان وأجهزته ، فكشفت المستور وسلطت الضوء على مواطن الضعف والقصور.
هذه الصحيفة أتاحت مساحة واسعة للحرية فكانت الراكوبة محل ” الونسة ” ليقول جلساؤها ، في ظلها الظليل ، ما شاءوا ويكتب كتابها ما أرادوا وينعم زائروها يما تفيض به أقلامهم من فكر وثقافة ومعلومات.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك فقد قدمت أسرة التحرير ضريبة الحرية فكانت ملاحقة بعض محرريها الأماجد وسجنهم وقودا لهذه الانتصارات التي تحققت.
شكرا للراكوبة لأنها لم تخضع للابتزاز ولم تستجب للتهديد ولم تبع نفسها في سوق النخاسة الصحفي كما فعل الكثيرون.
وأنا لا أعرف أيا من محرري الراكوبة ولا يعرفني أحد .. وهذه كلمة حق أريد بها حق .. لهم مني فردا فردا أطيب التحيات وأسمى آيات الامتنان ولكل كتابها وكاتباتها في السياسة والأخبار والرأي فقد أدوا جميعا دورهم الوطني .. حتى سقط نظام الإنقاذ وتبقى فقط أن يتم كنس آثارهم ليكون ثوب السوادان طاهرا نقيا ومستقبله مشرقا.
شكرا كثيرا للراكوبة ومزيدا من مواقف الشفافية والوضوح والانتماء للوطن.
أبو الحسن الشاعر
[email protected]