عثمان ميرغني
خلال أيام عيد الأضحى المبارك، ضجَّت المواقع الاسفيرية بموجة سخرية كاسحة من صور بثها إعلام حزب المؤتمر الوطني .. الصور يبدو فيها بعض قيادات الحزب وهم يهدون (كراع) خروف إلى الفقراء والمساكين.. تحت لافتة حملة أطلقوا عليها (أشعريون) ..نُسبت فكرتها إلى الأستاذ محمد حاتم سليمان القيادي بالحزب..
تحت وطأة القصف العنيف من الإعلام الشعبي الجماهيري اضطر الحزب لإطلاق بيان ممهور باسم الدكتور صديق إبراهيم أمين الإعلام، ساق فيه مبررات نشر الصور وأنكر أنها داست على مشاعر الفقراء أو استعلت على كرامتهم الممتهنة بمشهد اليد السفلى وهي تلتقط “كراع” الخروف من اليد العليا.
ثم لمزيد من دحر الهجمة الإعلامية الجماهيرية بث الحزب على مدى أيام التشريق بيانات رقمية توضح حجم الحملة بوحدة قياس هي “كراع” الخروف.. مضافاً إليها أعداد الذبائح من العجول والخرفان و”أكياس” اللحوم.. وفي اليوم الختامي للحملة–أمس- أعلن المؤتمر الوطني على لسان صاحب المبادرة نجاحه الباهر في توزيع ما يفوق المليون كيلو من اللحوم تجاوزت قيمتها (200) مليار جنيه (بالقديم طبعاً)..
وبالضرورة؛ مع انتهاء حملة التبرعات ستنتهي حملة السخرية الاسفيرية في انتظار (حركة) أخرى من المؤتمر الوطني الذي لا يبخل مطلقاً على الشعب بـ(الحركات) الموجبة لسيول السخرية والنقد وربما الشماتة.. وهكذا يستمر الحال، حركة من هنا، يقابلها من هناك رد فعل جماهيري أثيري كاسح.. لترسم صورة واضحة لمعادلة اتفق عليها الطرفان، الوطني ومعارضوه.. يتولى الوطني الفعل، ويترك مساحات الأثير المعارضة ترتاح (على هدب الدغش وتنوم) على رأي شاعرنا التجاني الحاج موسى..
وبمثل هذه المعادلة يظل الحال على ما هو عليه، فلا المؤتمر الوطني قادر على تغيير مسلكه ومنهج تفكيره وحكمه، ولا المعارضة قادرة على إرغامه على ذلك.. وبينهما برزخ من الغالبية الصامتة من الشعب لا هي راضية على الحال ولا مقتنعة بجدية من يطالبون بتغييره..
لو فطنت المعارضة (المنظمة أو العفوية) لما أضاعت وقتاً في التحديق على ما يفعله المؤتمر الوطني، فهذا الحزب وبعد حوالي ثلاثين سنة متصلة من احتكار الحكم لو كان لديه ما يقدمه لما خبأه كل هذه المدة، فهو حزب حاكم بموجب الأمر الواقع لا أكثر، استهلك كل الأحابيل في البقاء على كرسي السلطة وليس في يده ما يقدمه أكثر من (أشعريون) وأخواتها في سياق (يوميات) الحكم لا وفق إستراتيجية أو منظور مستقبلي لوطن ناهد الخيرات..
الخطوة الأولى التي يجب أن تدركها المعارضة، إنهاء حالة (رد الفعل) التي تعيشها بعفوية تصل حد السذاجة، فما يفعله المؤتمر الوطني داخل أسواره هو شأن (عائلي) يخصه.. ويبقى المحك ماذا لدى المعارضة من (فعل) لا (رد فعل)..
في تقديري؛ الأوفق أن تفكر المعارضة في تبادل الكراسي مع المؤتمر الوطني، أن تجتهد في استنباط (الفعل) الذي يجبر الوطني على التقهقر إلى خندق (رد الفعل)..
بغير هذا يبقى الحال في وضع (مع يوميات المؤتمر الوطني مش حا تقدر تغمض عينيك)..
وتظل الكفة مختلة!!
التيار
يازول كراسى شنو عاوز تديهم شرعية تانيه يفرحو بيها خليهم كده عسى الله ان ياتى بامر من عنده
ناس ما عندها ريحة الدم دمها بقري اكتر من العجول البقولو ضبحوها دي
نحي نصيحتك للمعارضة عن نظرية الفعل ورد الفعل ومحاولة اخذ الفعل وليس رده.مع اننا لا نري خيرا.. نطالب بحملة مقاطعة للتعليقات علي نظرية الافعال وردها من باب ان تقل خيرا او فلتصمت منعا للحافز النفسي والمعنوي لديهم وانعكاسه لأننا مسئولون عما تجري به السنتنا…ترجيح العاطفة علي العقل هو اكبر مصائب قومنا وذهاب الامانة والذمة الا ما ندر.نسأل المولي عز وجل ان يعزنا و يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه.
التعليقات مغلقة.