جرعات مسكنة

0
1780

بلا حدود – هنادي الصديق

محنة جديدة من محن وإحن نظام الإنقاذ تطل برأسها. فقد قال رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني، د. إبراهيم الصديق علي، في جلسة مجلس الشورى بالمؤتمر الوطني حول الاقتصاد والعلاقات الخارجية والسلام.
إن القطاع الاقتصادي قدّم رؤية جديدة لتحقيق معالجة جذرية للواقع الاقتصادي وتتمثل فى حزمة من السياسات والإجراءات، واضاف: أن الضائقة في طريقها للمعالجة خلال فترة قصيرة قد لا تتجاوز أسابيع.
مضيفا أن تعديلات النظام الأساسي تشير إلى حيوية حزبية وضرورة مرحلة واستيعاب لطاقات الحزب وكوادره.
هذا المسؤول ذكر الكثير جداً من النقاط التي نمسك عن ذكرها لأسباب معلومة للجميع ولم يحن وقت الافصاح عنها، ولكن لابد من التعليق على بعضا مما جاء في حديثه المتوسل الذي وضح فيه إنتهاج اسلوب إستدرار العواطف والتودد للقيادة العليا للدولة.
فسيادته تحدث عن إتخاذ إجراءات لمعالجة جذرية للازمة الاقتصادية على حد قوله، وكنا نود ان يشرح لنا أولاً أسباب هذه الأزمة، فأي قضية يتم يتناولها لا تتم بمعزل عن طرح أسابها أولاً قبل وضع الحلول، ولأن سيادته يعلم تماماً أن (الازمة مكانا وين)، كان لزاماً عليه تطبيق ما جاءه حرفياً حتى لا يقع في المحظور. السادة في حزب المؤتمر الوطني يظنون أن المواطن السوداني سيظل عاجزاً وواقفاً ينتظر الفرج ممن قادوا البلاد للأزمة، ويفترضون فيه الغباء والصمت على عبث وتلاعب من تسبب في جوع بعض البطون وأفرغ الجيوب وقهر القلوب، وتسبب في إزهاق بعض الارواح البريئة نتيجة سوء السياسات وغباء البصيرة.
بالامس حملت الأخبار خروج مجموعات صغيرة ببعض الأحياء بالعاصمة منددة بالغلاء وندرة الخبز ، وأتت الأنباء من ربك مدعمة بالصور تحكي مأساة شعب يسير بخطى سريعة نحو مأساة محتملة بنسبة كبيرة في ظل سياسات نظام يحمل بقايا فنائه مع كل قرار يتخذه، وجميع قراراته باتت عبارة عن مسكنات فقط ولا علاقة لها بحلحلة جذور الازمة. وكل ما خرج على لسان رئيس قطاع الاعلام بالحزب الحاكم، عبارة عن حديث للاستهلاك فقط وكسباً للوقت في صراع حزبه لأجل البقاء.
فهل هناك من يصدق ان غول الاسعار الذي التهم السوق وجيب المواطن بلا رحمة، يمكن أن يعود إلى (قمقمه)، وتعود الرفاهية التي عاشها المواطن قبل مجيء الانقاذ؟ وهل منا من يصدق أن عجلة التنمية ستدور خلال اسبوعين ثلاثة لتعيد حواشات مشروع الجزيرة إلى ما كانت عليه وتعود عمليات حلج القطن، ونردد معها الاغنية الرمز (في الجزيرة نزرع قطنا نزرع نتيرب نحقق أملنا)؟ وعلى ذكر هذه الاغنية، أين مكانها من مكتبة الاذاعة السودانية ولماذا لم نعد نسمعها عبر إذاعتنا القومية منذ سنوات؟
وهل يمكن أن نعتمد حديث الحزب الحاكم فيما يُسمى بتدابير إقتصادية لضخ الدماء في شرايين الاقتصاد السوداني بعد طول جفاف، بأن تعود للجنيه السوداني عافيته، ويقضي على الدولار الجامح بالفنية القاضية؟ ومن ثم عودة الحياة لسابق عهدها، من رفاهية معقولة في المعيشة، ودوران عجلة التنمية في قطاع المواصلات والناقل الوطني (الجوي والبحري) الذي كان أحد الروافد الداعمة للاقتصاد السوداني، ومن ثم إستعادة المشاريع الانتاجية (لنشيد نحنا بلادنا ونفوق العالم أجمع، ولنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع)؟
الشاهد ان كل ما قيل يظل مجرد اضغاث أحلام لقادة الوطني ومجرد (جرعات كلامية مخدرة) فقد قيل كثيراً ولم نر طحيناً ، يبدو أن هذه التصريحات جاءت إستباقا للاحتجاجات لردود الأفعال المتوقعة وغداً لناظره قريب.
الجريدة

1 تعليق

  1. اين الوزراء والوكلاء والولاة والمعتمدين والأمن الاقتصادي واللجان الشعبية…مجلس الشورى ليست وظيفته معليش الناس؟؟؟؟؟..

  2. اين الوزراء والوكلاء والولاة والمعتمدين والأمن الاقتصادي واللجان الشعبية…مجلس الشورى ليست وظيفته معليش الناس؟؟؟؟؟..