مجلس البيئة بالخرطوم: المعتمدون أكبر عائق أمام مشروع النظافة

النفايات تُفجِّر الخلافات بين الوالي والمحليات

مندوب “جايكا”: بعد تسليم الآليات تدخلت المحليات وتصرفت بها بغير الخطة الموضوعة

تقرير: نورالدين جادات

فجَّرتْ قضية النفايات صراعاً عنيفاً بين والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين ومعتمدي المحليات. وقال مدير نظافة الولاية الطيب محمد إبراهيم، إنَّ مجلس وزراء الولاية أجاز هيكلاً جديداً لهيئة النظافة بالخرطوم، بيد أنَّ المحليات رفضته. وقال الطيب محمد خير خلال مخاطبته لمداولات الورشة التي نظمتها وزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية، بعنوان: (تقرير الوضع الراهن لإدارة النفايات الصلبة بالسودان وعرض النتائج الأولية للمسح الميداني)، بفندق ريجنسي بالخرطوم صبيحة أمس (الإثنين)، إنَّ معتمدي المحليات يشكلون أكبر عائق أمام مشروع نظافة الخرطوم، فيما قال ممثل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، إنَّ هناك خللاً كبيراً في مشروع النظافة وإنَّ الوكالة بعد تسليمها للآليات تدخلت المحليات وتصرفت فيها بغير الخطة التي وضعتها (جايكا).

مشاكل إدارية

الورشة ضمت مسؤولي ملف النظافة في الولايات بمختلف تسمياتهم، فبعض الولايات تكون فيها بمسمى ?مجلس ترقية البيئة? وولايات أخرى بمسمى هيئة النظافة والترقية الحضرية، بجانب بعض الولايات المجلس الأعلى للبيئة، بخلاف ولاية النيل الأبيض التي سمتها وزارة من وزارات الولاية وتعتبر الوحيدة.

ممثلو المجلس في كل الولايات كان العامل المشترك في حديثهم هو شكواهم من التهميش، وتعارض الصلاحيات التي تكرس بحكم قانون الحكم المحلي السلطات في يد المحليات، والتي تتحكم فيها أمزجة المسؤولين، واهتماماتهم بجانب أنَّ الولاة غير مهتمين بعملية النظافة ويعتبرونها ثانوية.

مخاطر كبرى:

تحدَّثَ ممثل مجلس نظافة الولاية الشمالية برسمه لصورة قاتمة للوضع بولايته، فقد ذكر بأنَّها تمثل شيئاً خطيراً جداَ لأنَّ الولاية لا يوجد بها مردم ويتم التعامل معها بطريقة عشوائية. وقال يعقوب إنَّ مطار دنقلا قد اشتكى من قبل من وجود محرق بالقرب منه ما سبب له عدة مشاكل، منها عندما سقطت إحدى الطائرات في هذا العام قرب المطار وكان ينبعث منها الدخان، كانت السلطات تبحث عنها في أماكن أخرى وتظن أنَّ النيران المنبعثة من الطائرة هي من مردم الأوساخ. وأضاف أنَّهم بحاجة لقانون صارم وتنسيق مع مجالس الولايات، لأنَّ عملية النظافة هي من أولويات المجتمع لذلك لا بد من وجود قانون يُقوِّم سلوك المواطن لذلك لا بد من هذه الإجراءات لتغيير وجه البلاد. وزاد بالرغم من وجود قانون إطاري، لكن نتمسك بضرورة وجود قانون جديد.

ولاية الخرطوم:

تجربة ولاية الخرطوم لم تختلفْ عن باقي الولايات، فقد ذكر مدير هيئة النظافة بالولاية الطيب محمد إبراهيم، أنَّ ولاية الخرطوم برغم خصوصيتها لكنَّها لا تحظى بأهمية قصوى في الولاية، موضحاً إنَّ لم يكن الدعم السياسي على قناعة بأهمية النظافة فلن تحدث هناك. الطيب قال إنَّ المعتمدين يمثلون أكبر عائق لأنَّ التعديلات قد تكون على أمزجتهم وحسب اهتماماتهم، ولأنَّ المعتمد بصلاحية كاملة وبعضهم لا يستجيب حتى للوالي. وأضاف ?هناك بعض المعتمدين بالخرطوم الوالي ما بقدر يسألو لأنو مركب البَلَك بتاعو مع الرئيس طوالي?.

الطيب تحدث بشفافية وقال إنَّ الولاية تعاني من مشاكل في العمالة، لأنَّهم في السابق كان جلّ عمالهم من (الشماسة)، لكن بعد تدخلات من جهات خارجية ووزارة الرعاية لتعارضهم مع القانون بحكم أنَّهم أطفال، وزاد أنَّ ولاية الخرطوم خصوصيتها في أنَّها تستقبل كماً هائلاً من النازحين من جميع ولايات السودان، لذلك فهي غير دارية بعدد السكان والاستهلاك وغيرها من الأرقام التي تساعد في ذلك.

وأضاف أنَّ الموظف الحكومي في جمع القمامة يتراوح مرتبه بين 300 إلى 600 جنيه في الشهر، بينما الشركات الأجنبية التي تعمل في النظافة بالخرطوم الآن يتقاضى أفرادها من ألف جنيه إلى 3 آلاف، بالرغم من أنَّ هناك هيكلاً جديداً أجازه مجلس وزراء الولاية، لكن المحليات رفضته والآن في صراع مع الوالي حتى يتم تنفيذه.

عدم التزام بالخطة:

الشراكة التي عقدتها وزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) التي تهدف بها الوزارة للوصول إلى نسبة 80% من النفايات بنهاية المشروع، بمنحة بلغت (15) مليون دولار قال ممثلها بالبلاد في حديثه أمس في الورشة، إنَّ الوكالة بدأت في التعاون مع السودان في هذا الإطار لمسؤوليتها الدولية. وأوضح أنَّ الوكالة بعد تسليمها للآليات تدخلت المحليات وتصرفت بها بغير الخطة التي وضعتها (جايكا)، فهي قد سلمتهم عدد (140) آلية وورشة مركزية بجانب تأهيل للكوادر، لكن لم تلتزم المحليات بالخطة.

التيار.