أن تتنامى إلى ذهن المتحاورين أخيراً، عبارة ” كيف يُحكم السودان” في حد ذاته محمدة فقد كان جل تفكير الساسة حتى بالأمس القريب عبارة “من يحكم السودان” شغلهم الشاغل… فمنذ فجر الإستقلال حتى يومنا هذا “من يحكم السودان” مثل لعبة العسكر والحرامية أو لعبة القط والفأر…. من يكون بالحكم همه الحكم ومن بالمعارضة أيضا همه أن يصل للحكم وهذا ما جعل السودان في ذيل قائمة الدول سياسيا وإقتصاديا… السودان بقبائله وثقافاته وإثنياته المختلفة والمتباينه ليس كالدول الأخرى ذات الشعوب المتجانسة… لذا فالإتفاق على كيفية حكم السودان هو المدخل الرئيسي لحلحلة مشاكل السودان وليس من يحكم السودان… فالأفراد تأتي وتذهب ولكن يبقى السودان… هنالك أصوات خجولة من بين المتحاورين تطالب الآن (بحكومة إنتقالية أو حكومة وفاق وطني) وهؤلاء إما يجهلون لب المشكلة أو يريدون العودة بالسودان الى المربع الأول… الى الحلقة المفرغة التي كان السودان يدور في فلكها…. فلقد جربنا مثل هذه الحكومات سابقا فنأمل من المتحاورين أن يصلوا لدستور دائم عن كيفية حكم السودان لكي يحتكم أهل السودان الى المؤسسات التي لا تعتمد على أهواء حكم الفرد الواحد… نريد أن يكون السودان دولة مؤسسات وليس دولة أفراد أو أحزاب بعينها ولكن لكل السودانيين…. وفي رأيي المتواضع أرى أنه من المستحسن أن تكون رئاسة الجمهورية مداورة بين الولايات السودانية بالانتخاب الحر المباشر… كل دورة رئاسية لولاية بعينها مع تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية لتقتصر على الحفاظ لتماسك سيادة الدولة واستقبال رؤساء الدول والتوقيع على المراسيم الدولية وما عدا ذلك من الأعمال التنفيذية فتناط برئاسة مجلس الوزراء مع استحداث منصب لرئيس مجلس الوزراء والله من وراء القصد,,
[email][email protected][/email]